هي قصيدة لنزار قباني....قارنوها مع الوضع اليوم (مافي فرق)
*هَلْ في العيونِ التونسّيةِ شاطيٌء
تَرتاحُ فوقَ رِمالهِ الأعصابْ ؟
*أنا يا صديقةٌ مُتعبٌ بعروبتي
فهل العروبة لعنةٌ وعِقابْ ؟
*أَمشي على وَرقِ الخريطةِ خائفاً
فعلى الخريطةِ كُلنا أَغْراب
*أتكلم الفُصحى أَمام عشيرتي
وأعيد ... لكن ما هناك جَواب
*لولا العباءاتِ التي التّفوا بها
مَا كُنتُ أحسبُ أنهّم أَعْرابْ
*يَتقاتلونَ على بَقايا تمرةٍ
فخناجرٌ مرفوعةٌ وحِرابْ
*قُبلاتُهم عربيةٌ ... مَن ذَا رَأى
فيما رأى قُبلاً لها أَنياب
*يا تونس الخضراءُ كأسي عَلقمٌ
أَعَلَى الهزيمةِ تُشْرَبُ الأَنْخاب ؟
*مِنْ أَين يأتي الشّعرُ؟ حين نهارُنا
قَمعٌ وحينَ مَساؤُنا إِرْهَابْ
*سَرقوا أَصابعنا وعِطْرَ حُروفنا
فَبأيّ شَيءٍ يُكْتَبُ الْكِتابْ؟
*والحِكْمُ شِرْطيٌ يَسيرُ وَراءنا
سِرّاً فَنكهةُ خُبزنا اسْتجوابْ
*يا تونس الخضراءُ كيفَ خَلاصُنا؟
لمْ يَبقَ منْ كُتبِ السّماءِ كِتابْ
*مَاتَتْ خُيولُ بَني أُميّةَ كُلها
خجلاً.. وظّل الصرفُ و الإعرابْ
*فكأنّما كُتبُ التّراثِ خُرافةٌ
كُبرى.. فلا عُمَر.. ولا خَطّاب
*وبيارقُ ابْنُ العَاصِ تمَسحُ دَمْعَها
وعَزيزُ مِصْرَ بالْفِصَامِ مُصابْ
*مَنْ ذا يُصّدقُ أَنّ مِصْرَ تهّودتْ
فمقامُ سيدّنا الحسينِ يَبابْ
*ما هَذهِ مِصرْ.. فإنّ صَلاتَها
عِبريةٌ.. و إِمَامُها كَذّابْ
* ما هَذهِ مِصرْ.. فإنّ سَماءَها
صَغُرتْ.. وإنّ نُسَاءها أَسْلابْ
*إِنْ جَاءَ كافورٌ.. فَكمْ مِنْ حَاكمٍ
قَهَرَ الشّعُوبَ.. وَتاجُهُ قِبْقَابْ
*وخَريطةُ الوَطن الكبيرِ فَضيحةٌ
فَحواجزٌ ... ومخافرٌ ... وكِلابْ
*والعالَمُ العَربيُّ ....إمَا نَعجةٌ
مَذبوحةٌ أَو حَاكمٌ قَصّاب ْ
*والْعالِمُ العَربيُّ يَرْهن ُسَيفهُ
فَحِكايةُ الشّرفُ الرفيعُ سَرابْ